الخميس، 2 ديسمبر 2010

I love you, I don't love you


عنوان المقال: أنا أحبك، أنا لا أحبكما الذي تخاف منه يا والد ويا والدة ذي الإعاقة الذهنية؟ هل تخاف من أن ابنك مختلف و فيه ما فيه من شكل و تصرفات و نواحٍٍ تنفر، تنبّه، أوتخيف من حوله؟ هل انت كامل؟ هل أنا كاملة؟ لا والله، فالكمال لله وحده، فأنا مثلاً فيني 100 علّة (مثلما يقول زوجي!) أو اثنتان أو ثلاث فقط (مثلما تقول والدتي!) إذ أنها تقول لي دائماً : إنتي مافي منّك! والله لو ُتركنا على سجيتنا لارتكبنا البلاوي، لكن، وجود هذه النسبة فينا من المكر و الدهاء، ويا ليتنا لم نكتسبهما، جعلتنا نخفي ما نحن عليه بألف قناع و قناع نلبس منها ما نريد و نخلع ما نريد حسب المناسبة و المتطلبات الاجتماعية.
لكن الشخص المختلف ذهنياً له وجه واحد لا ثانٍ له (و كأن وجهه، هو قلبه بالذات، و قد اكتسب بشرةً و نبتت له عيون و أنف و فم): هو وجهه الحقيقي الوحيد، فإذا مرض قال لك وجهه: أنا مريض، و إذا فرح قالت لك عيونه : أنا سعيد، و إذا حزن قال لك جسده بالكامل: أنا زعلان... فوالله لا أجمل ولا أنقى من هذه الصحبة، إنهم صورة ملائكية للإنسان في هذه الحياة. وإنني أعتقد أن الذي يؤذي منكم شخصاً من ذوي الإحتياجات الذهنية سواءً باليد أو التصرف أو اللسان، لا يستحق ّأن يكون إنساناً يشارك البشرية في إنسانيتها.
أما أنا، فإنني افضّل صحبتهم على صحبة الآخرين: فهي صحبة حقيقية نقية صافية لا مثيل لها في أي صحبة ثانية، فمن أول لقاء يقول لك: أنا أحبك أو أنا لا أحبك، و يا ليت كل العلاقات الإنسانية كانت كذلك، إذ انها كانت ستكون أفضل: (يعني بلا لف و دوران: إما نعم و إما لا، و بلا كل هالأشياء المعقدة و بلا طعمة بالنّص). و باختصار، أنني وكل أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية و المدربين و المتطوعين الذين يعملون معهم لا نشعر بالسعادة إلا عندما نكون معهم، إذ تذوب الهموم و تختفي الضغائن ثم يتلاشى الحقد و الحسد و تبقى حالة واحدة فقط: نحن هنا من أجل هولاء الأشخاص الحقيقيين الذين يجعلوننا نشعر بالصفاء و نقول: يا ليتنا مثكم: طاهرين، عفويين، و حسّاسين ... يا ليتنا مثلكم ... والذي لا يصدق، هذه دعوة مفتوحة للتطوع معنا لاكتشاف هذا العالم سويّة: عالم ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق